تشير تحليلات جديدة إلى أن ارتفاع مستويات سطح البحر بسبب أزمة تغير المناخ يهدد بإغراق العديد من أكبر موانئ النفط في العالم.

وبحسب ما أفادت صحيفة "ّذي أيرش تايمز"، قال علماء إن أحد الأسباب الرئيسية للتهديد هو حرق الوقود الأحفوري الذي يتسبب في الاحتباس الحراري العالمي، مضيفين أن الحد من الانبعاثات من خلال الانتقال إلى الطاقة المتجددة من شأنه أن يوقف الاحتباس الحراري العالمي ويوفر طاقة أكثر موثوقية.

ووجد التحليل أن 13 من الموانئ ذات أعلى حركة مرور لناقلات النفط العملاقة سوف تتضرر بشكل خطير بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد فقط.

وقال الباحثون إن القائمة المهددة تشمل موانئ النفط في هيوستن وغالفستون في الولايات المتحدة، التي تعتبر أكبر منتج للنفط في العالم، وكذلك في الصين وسنغافورة وهولندا.

الوقت يمر

وتشير الدراسة التي نشرتها مبادرة المناخ الدولية للمجال الجليدي، والتي يرمز لها بـICCI، إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد أصبح أمراً لا مفر منه الآن، وقد يتحقق في غضون قرن أو ربما أبكر من ذلك في عام 2070، إذا انهارت الصفائح الجليدية ولم يتم الحد من الانبعاثات.

وتوضح الصحيفة، أن ارتفاع مستوى سطح البحر يتسبب بالفعل في مشكلات في جميع أنحاء العالم حتى قبل أن يتجاوز المناطق الساحلية.

ويشير الباحثون إلى أن الارتفاع حتى الآن يعني أن العواصف أصبحت أعلى وأكثر عرضة للتسبب في فيضانات ساحلية، في حين أن تسرب المياه المالحة إلى الأراضي الساحلية يمكن أن يؤدي إلى تآكل الأساسات.

ولن يؤدي خفض الانبعاثات بشكل حاد إلى إبطاء معدل ارتفاع مستوى سطح البحر على الأجل القريب فحسب، بل سيحد أيضاً من الارتفاع النهائي.

وقالت بام بيرسون، مديرة مبادرة المناخ الدولية للمجال الجليدي المسؤولة عن الدراسة: "من المفارقات أن موانئ ناقلات النفط هذه تقع تحت ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد، وتحتاج إلى مراقبة هذه المعدلات الأعلى المحتملة لارتفاع مستوى سطح البحر، التي تأتي بدورها من استمرار استخدام الوقود الأحفوري".

التأثير الأكبر

ويعد ارتفاع مستوى سطح البحر هو التأثير الأكبر على المدى الطويل لأزمة المناخ، الذي يعيد رسم خريطة العالم ويؤثر في العديد من المدن الكبرى من نيويورك إلى شنغهاي، وهو ما يجب أن تنتبه إليه حكومات العالم بشكل جدي، على حد قول بيرسون.

وقال جيمس كيركهام، كبير المستشارين العلميين في ICCI، إن "رفض إغلاق صنابير النفط يعني إبقاء الاحتمالات مفتوحة لارتفاع مستوى سطح البحر، لقد تسبب ذوبان الجليد المتسارع بالفعل في مضاعفة معدل ارتفاع مستوى سطح البحر في السنوات الثلاثين الماضية، ويجب مضاعفة الجهد لمواجهة ذلك".

وأوضحت صحيفة "ذي أيرش تايمز"، أن نتائج التحليل الجديد استندت إلى عمل أجري في شهر مايو/أيار من عام 2024 الماضي، حيث وجد الباحثون أن 12 من الموانئ النفطية الخمسة عشر التي تشهد أكبر حركة لناقلات النفط معرضة لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر.

واستُخدمت خرائط ارتفاع مستوى سطح البحر من Climate Central وGoogleMaps لإظهار أن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد من شأنه أن يلحق الضرر بالأرصفة ومرافق تخزين النفط والمصافي والبنية الأساسية الأخرى.